أسير الجراح
عدد المساهمات : 52 تاريخ التسجيل : 27/05/2011
| موضوع: الطريق إلى استحقاق أيلول .. طويل وصعب السبت مايو 28, 2011 8:38 pm | |
| الطريق إلى استحقاق أيلول .. طويل وصعب
تحظى فلسطين حالياً بدعم 112 من الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومن اجل ان يكون ممكناً تمرير قرار لصالح فلسطين في هذه الجمعية في إطار (متحدون من أجل السلام) في شهر أيلول المقبل فإن هذا يستلزم الحصول على قبول ثلثي أعضاء هذه الجمعية البالغ 192 عضواً أي 128 عضواً وهو ما يعني انه يتوجب على الدبلوماسية الفلسطينية ان تحصل حتى انعقاد جلسة في أيلول على تأييد 16 دولة إضافية في الأمم المتحدة قد تكون من بينها دولة جنوب السودان التي يرتقب ان تنضم في شهر تموز المقبل إلى عضوية الأمم المتحدة.
ويقول الدكتور رياض المالكي، وزير الشؤون الخارجية، 'يتوجب ان يكون لدينا تأييد 128 دولة، فبموجب نظام الأمم المتحدة فان التصويت هو( مع) او( ضد) او (غياب ) ولكل دولة صوت واحد وعليه فيجب ان تكون هناك 128 دولة حاضرة تصوت (مع) المطلب الفلسطيني'.
ويشير المالكي الى انه 'أنا واثق من أننا سنكون قادرين على جمع ثلثي أصوات أعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة' وكذلك يقول عدد من المسؤولين الفلسطينيين والعرب، غير ان العملية لا تبدو سهلة كما تبدو وهو ما سيكون على جدول أعمال لجنة منبثقة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة(فتح) ستجتمع غداً للنظر في الخيارات المتاحة وتقديم توصياتها الى الاجتماع القادم للقيادة الفلسطينية.
وان كان تصويت كل دولة يملك نفس الأهمية فان هذا دفع الدبلوماسيين الفلسطينيين الى تركيز الجهود على حشد اكبر قدر ممكن من الأصوات لصالح الدولة الفلسطينية حيث يتركز الجهد الفلسطيني على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي لا تعترف الأغلبية منها بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن جزر الباسفيك حيث حيث هناك 10-11 دولة لم تعترف بالدولة الفلسطينية وجزر الكاريبي حيث هناك 12-15 جزيرة لم تعترف بالدولة، كما قال المالكي.
غير ان مسؤولاً فلسطينياً أعرب عن خشيته من ان 'تلويح الرئيس الأميركي باراك اوباما، في خطابيه بأن الفلسطينيين لن يحصلوا على دولة من خلال الأمم المتحدة، وممارسة الولايات المتحدة واسرائيل الضغوط لاحقاً على الدول لعدم الاعتراف بالدولة سيجعل الأمر أصعب' وقال: ليس من الواضح حتى الآن كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع الأمور في أيلول كما انه من غير الواضح عدد الدول التي ستخضع لضغوط تمارسها الولايات المتحدة بهذا الشأن.
وعلى الرغم من ذلك فإن الدبلوماسية الفلسطينية الهادفة لحصد المزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية ما زالت مستمرة وان كانت التطورات التي تمر بها الدول العربية في هذه المرحلة لا توفر ظهراً صلباً يمكن للفلسطينيين ان يركنوا عليه لجلب عدد أكبر من الاعترافات الدولية.
وقال د.نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة(فتح)، 'بعد خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدا واضحاً منه انه ليس شريكاً للسلام فإنه ليس أمامنا إلا الاستمرار في استراتيجيتنا وهي ان نذهب الى الأمم المتحدة وان نواصل جهودنا في عملية بناء المؤسسات الفلسطينية وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية'.
وقد أشادت المؤسسات الدولية المختصة وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة بالإنجازات التي حققتها السلطة الفلسطينية على صعيد بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، مشيرة الى ان الفلسطينيين أصبحوا قادرين على حكم أنفسهم وان العقبة الوحيدة هي الاحتلال الاسرائيلي، غير انه من غير الواضح إلى أي مدى سيؤثر ذلك على أي خطوة دبلوماسية فلسطينية كبيرة في أيلول.
ويقول دبلوماسيون فلسطينيون وأجانب لـ'الأيام' ان 'قبول الدول الأعضاء في الأمم المتحدة انما يكون من خلال مجلس الأمن الدولي وليس الجمعية العمومية للأمم المتحدة 'مشيرين الى انه' في ظل الرفض الاميركي لهذه الخطوة وإمكانية استخدام الولايات المتحدة الاميركية حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن فان امكانية القبول من خلال مجلس الامن تبدو غير واقعية في هذه المرحلة'.
وليس ثمة رأي واضح بشأن صلاحية الجمعية العمومية للأمم المتحدة في إطار (الدورة العاشرة لمتحدون من اجل السلام) قبول فلسطين كعضو في الأمم المتحدة ، اذ في حين يقول فريق من الفلسطينيين إن هذا ممكن فان فريقاً آخر تسانده آراء غربية يشير الى ان ليس من صلاحية الجمعية العمومية قبول الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ان الرأي بوجوب التوجه الى الامم المتحدة كان طاغيا في اجتماع القيادة الفلسطينية الاخير الذي ابرز غضباً واضحاً إزاء خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي واستياء شديداً من الطريقة التي تعامل بها أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين مع هذا الخطاب.
وقال شعث: ما كان أبشع من خطاب نتنياهو هو رد أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الذين كانوا يصفقون ويقفون لكل كلمة ينتهك فيها نتنياهو القانون الدولي. واضاف: ان كان لمجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين تأثيرهما على اداء الادارة الاميركية فان المشهد الذي شهدناه يدفعنا للتساؤل عن مدى حيادية الولايات المتحدة الاميركية في اي عملية سلام قادمة.
ويقول خبراء انه يتعين على الفلسطينيين إجراء دراسة وافية لمدى إمكانية قبول الأمم المتحدة فلسطين عضواً كاملاً عضوية في الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي فلسطيني مخضرم فضل عدم الكشف عن اسمه: مسألة العضوية من خلال الأمم المتحدة غير ممكنة ولو كانت ممكنة لكانت حصلت من زمن، اذ انه من اجل الحصول على عضوية كاملة فلا بد من الحصول على توصية من مجلس الأمن الدولي، وبدون قرار مجلس الأمن لا يمكن الحصول على العضوية لا من خلال جلسة للجمعية العمومية في إطار متحدون من اجل السلام ولا غيره .. الأمر واضح .. لا يوجد عضوية في الأمم المتحدة بدون قرار من مجلس الأمن.
واضاف: بالإمكان القيام بعمل جاد في الأمم المتحدة ومؤسسات الأمم المتحدة من اجل تحسين الموقف السياسي الفلسطيني ولكن هذا يتطلب عملاً جاداً ومكثفاً ..من الممكن من خلال هذا العمل ان نحصل على اعتراف بحدود 1967 ولكن يجب ان يكون واضحا من ان هذا لا يغير على ارض الواقع شيئا فهو لن ينهي الاحتلال ولكنه سيساعدنا سياسيا وسيزيد في عزلة اسرائيل السياسية.
وتابع الدبلوماسي الفلسطيني: ستكون هذه معركة طويلة في المنظمات الدولية وستكون بداية التغيير في شهر ايلول في حال قررنا خوض هذه المعركة، ولكن طوال هذه المعركة يجب ان نبقي في اذهاننا ان لا إمكانية لعضوية كاملة في الأمم المتحدة بدون قرار من مجلس الامن الدولي.
ولكنّ ثمة مسؤولين فلسطينيين يعتبرون ان مسألة الاعتراف بالدولة هي مسألة ثنائية ما بين فلسطين والدول كما حصل مؤخراً حينما اعترفت عدد من الدول بالدولة الفلسطينية' وقال مسؤول فلسطيني 'نريد من الجمعية العمومية ان تقول انها تقبل فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967'.
' الايام' | |
|