علامات على الطريق - عرض جديد لبضاعة قديمة!!!

علامات على الطريق - عرض جديد لبضاعة قديمة!!!

يحيى رباح


مع كل الاحترام لرئيسة الدبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون، فإن الأفكار التي طرحتها لاستئناف الاتصالات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى حل نهائي، وإدماج موضوع الاستيطان ضد موضوعات الحل النهائي مثل الحدود، والقدس واللاجئين، والمياه...الخ ليس فيها أي جديد، إنها نفس البضاعة القديمة التي استغرقت قرابة عقدين من الزمن دون جدوى ودون نتيجة، وهي نوع من تدوير الزوايا ولكن المثلث هو نفسه لم يتغير، حيث الولايات المتحدة الأميركية لم تتعاف من منهجها القديم، وهو ترك الأمر كله بيد الإسرائيليين، من خلال زعم الإدارة الأميركية بأن دورها فقط هو دفع الطرفين للتوصل إلى السلام المنشود!!! مع علمها أن هذين الطرفين ليسا متساويين في الشروط الموضوعية، فأحدهما الجلاد وهو إسرائيل، والآخر الضحية وهو الشعب الفلسطيني، أحدهما القاتل وأحدهما القتيل، أحدهما المحتل والآخر هو صاحب الأرض الذي يخضع تحت نير الاحتلال، فتتجمد حياته، ويصادر مستقبله، وتواصل أجياله المعاناة والألم ودفع الثمن الباهظ.


بل استطيع أن أقول بكل الموضوعية أن هذه البضاعة التي طرحتها هيلاري كلينتون بل هي أقل مستوى من الذي طرحه يهود باراك المشارك بالائتلاف الحكومي الحالي عن حزب العمل، الذي قال في نفس الوقت تقريباً الذي كانت تتحدث فيه هيلاري كلينتون إنه يمكن تقسيم القدس، وأن العالم تغير، لا يمكن الاستمرار في التحكم بحياة شعب آخر، ومن هنا جاءت ضرورة قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.لا أعرف إن كان السيناتور جورج ميتشل سيعيد طرح هذه البضاعة القديمة التي طرحتها هيلاري كلينتون عندما يصل إلى المنطقة قريباً!!! إن فعل ذلك سيواجه بخيبة أمل كبيرة، وسوف يواجه السؤال الكبير، هل هناك شيء لا نعرفه بعد عن رأي الفلسطينيين ومطالبهم؟؟؟ فلقد سبق للطرف الفلسطيني أن قدم صيغاً مكتوبة شديدة الوضوح إلى الجانب الإسرائيلي والجانب الأميركي عما يريد وعن تصوراته الكاملة عن استحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة وما يجب أن يتوفر لها من عناصر، فما هو الجديد الذي تود هيلاري كلينتون معرفته من خلال جولة الاتصالات الجديدة التي تزمع إجراءها مع الفلسطينيين والإسرائيليين؟؟؟ وأين ذهبت زيارات جورج ميتشل المكوكية التي استغرقت سنتين كاملتين؟؟؟لا يا سيدتي،


لا يمكن الموافقة على شرعنة إحراق الوقت من قبل نتنياهو وفريقه الحاكم، ولا يمكن إعطاء الوقت الكامل لقطعان المستوطنين حتى يسرقوا كل الأرض الفلسطينية!!! ولا يمكن إعطاء أي نوع من الغطاء لهذا السعار الإسرائيلي القائم في القدس الشرقية من أجل تهويدها وأسرلتها.إذا كانت الإدارة الأميركية عاجزة عن القيام بدورها الحقيقي في الضغط على إسرائيل، أو غير راغبة في ذلك، أو أن التزامها الأول والأخير هو مع المطالب الإسرائيلية، فهل دورنا كفلسطينيين وعرب ومجتمع دولي أن نقول لكل ذلك آمين؟؟؟إذا كانت الإدارة الأميركية عاجزة تماماً، أو منحازة تماماً، بحيث لا تستطيع أن تدافع بالحد الأدنى عن مصداقيتها، وعن أهلية رعايتها لعملية السلام، فلن نقوم نحن الطرف الضحية صاحب الحق بمهمة الدفاع مجاناً!!!لا يعني هذا الكلام أننا سنمتشق السيوف، وننصب المدافع، أبداً، ليس الأمر كذلك، ولكننا سنواجه هذا الانحدار الإسرائيلي نحو التطرف والعنصرية، وسنواجه هذا السعار المجنون في الاستيطان والتهويد، لسنا شعباً عاجزاً، ولسنا شعباً بدون خيارات، وهذه الموجة من الكراهية والحقد والعنصرية التي يتصرف بموجبها نتنياهو وائتلافه الحكومي سوف تنحسر مهما كلف الثمن.واعتقد أن القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن، قد أثبتت مصداقية عالية جداً رغم صعوبة المخاضات، وهذه المصداقية جزء من رصيدنا الكبير ونحن نخوض معركة الاستقلال.

منقوووووووووووووووووووووووووول