زائر المساء
عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 09/01/2011
| موضوع: فى ذكرى النكبة صحوة غير مسبوقة الأحد مايو 15, 2011 9:18 pm | |
| فى ذكرى النكبة صحوة غير مسبوقة
اسم الكاتب : بقلم \\ م. عماد عبد الحميد الفالوجي رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
فى الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين شهدت المدن الفلسطينية والعربية والدولية تحركات شعبية غير مسبوقة سواء بحجمها أو بطريقة عرضها أو الوسائل والآليات التي اتبعها المنظمون , ولعل الجديد هذا العام هو بداية صحوة عربية وعالمية أو عودة الصحوة العربية الى عقود عدة مضت حيث كان الشعور القومي العربي يتنامى ثم تراجع هذا الشعور العام بفضل السياسات التى نجح الاستعمار فى تغلغلها الى شبابنا من خلال أنظمة دكتاتورية مستبدة حاصرت إرادة الشعوب , ولكن اليوم تحل ذكرى النكبة الأليمة على شعبنا فى ظل حالة من النهوض العربي العام يوازيه تطور أممي واضح فى فهم القضية الفلسطينية , فى هذه الذكرى يعلن الجيل الجديد استلامه الراية من جديد وانطلاقه نحو التعبير عن نفسه وعن إصراره على التمسك بحقوقه ولكن هذا الجيل أعلن بكل وضوح أنه لن يستخدم الأساليب القديمة فى تكرار الشعارات دون ممارسة عملية واقعية على الأرض , هذا الجيل الجديد تعلم جيدا كيف يعلن عن آرائه ومواقفه باللغة التى يفهمها العالم المعاصر , فهو لن يرفع السلاح ولن يرفع شعار الحرب التقليدية ولن يهدد حياة أحد ولن يلعن الأمر الواقع ولن يغوص فى التحليل والشرح ولن يجعل البكاء والعويل وطلب المساعدة أسلوبه لشرح معاناته , ولن يستخدم الصورة التقليدية لإبن المخيم الحزين الفقير ذو الثياب المرقعة والممزقة لاستدرار العطف الدولي , كل تلك الأساليب أصبحت محفوظة عن ظهر قلب من كافة الأطراف المتابعة للقضية الفلسطينية , ولكن هذا الجيل الفلسطيني والعربي الجديد أراد وبكل قوة وعزيمة وإيمان أن يشرح قضيته بكافة لغات العالم وأن يستفيد من كل الإمكانيلت العلمية المطروحة لنشر مطالبه بحقوقه عبر وسائل تعبير لا يستطيع أي طرف اتهامه بأي تهمة من التهم التقليدية القديمة سواء الإرهاب أو التطرف أو الجهل , بل هو سيخاطب العالم المتحضر بعقله وسيبين له الحقائق بأدلتها المرئية والمكتوبة على الأرض كما هي دون زيادة فى الشرح أو نقصان فى المادة .عندما يقرر هذا الجيل الجديد العزم على التوجه السلمي الى الأرض التى هاجر منها أجداده دون أن يحمل سلاحا أو يهدد أحدا , يسير على قدميه قاصدا وطنه الذي هجر منه , ليجعل العالم يجيب على سؤال محدد لماذا هاجر هؤلاء أرضهم ؟ ومن يسكن اليوم مكانهم ؟ وعندما تنطلق الزحوف بالملايين من كل حدب وصوب تجاه هدف واحد بشكل سلمي ولكنه مسلح بالإيمان بالحق والعدل , وعندما يقف هؤلاء على الحدود فإنهم يضعون أمام العالم سؤال محدد لماذا تم إيقافهم على الحدود ؟ طالما أنهم لا يهددون أمنا ولا يرفعون سلاحا , إنها عملية إشهار واضحة بكل اللغات بأن هناك حقا يجب أن يعود وأن هناك جيلا متمسك بهذا الحق , وأن هناك قضية لازالت حية بل وتزداد حضورا أكثر وأكثر م لم تجد حلا , وأنه لا مكان للنسيان ولا رهان على طول الزمان , بل إن الجيل الجديد سيبقى حاملا للراية بدون تردد ولن يغفر ولن يسامح .عندما تتحرك الجموع من كل حدب وصوب من مصر والأردن ولبنان ومن مخيمات غزة والضفة الغربية , وعندما يتحرك اللاجئون من كل عواصم العالم حيث يتواجدون فى حركة واحدة منسجمة بشعاراتها وطريقة عرضها , تؤكد على حقيقة واحدة على صناع القرار لدى المجتمع الدولي إدراكه أنه لا يمكن لتحقيق سلام عادل ودائم فى المنطقة دون التوقف طويلا والاستماع جيدا لمطالب هذه الجماهير المحتشدة ليس فقط من اللاجئين الفلسطينيين بل من جماهير الأمة العربية والإسلامية وكذلك الجماهير الحرة من شعوب العالم الذي يتفهم حقيقة معاناة شعبنا والظلم الذي وقع عليه بسبب الاحتلال الإسرائيلي لأرضه ,ومحاولات هذا الاحتلال من سلبه حقوقه وتغيير معالم صورة الشعب الفلسطيني وقيامه بأكبر عملية تزييف للتاريخ والجغرافيا على مرأى ومسمع من هذا العالم .بالرغم من مرور 63 عاما على النكبة إلا أنها اليوم حاضرة بقوة تفوق كل التصورات والتوقعات وكأنها وقعت قبل أيام وليس سنين , الأجيال لم تنسى والمعاناة لم تضعف فصولها بل تزداد حضورا وثاثيرا , صحيح أن الكبار الذين عاشروا النكبة بتفاصيلها رحلوا عنا – وماتوا – ولكن الصغار كبروا ولم ينسوا كل كلمة سمعوها من كبارهم , ومن هنا أصبحت الحقيقة الراسخة أن الكبار لا يموتون – بأفكارهم – والصغار لا ينسون , على عكس ما أراد عدونا أن الكبار يموتون والصغار ينسون , والحقائق على الأرض تؤكد كل ما نقوله , واليوم نحن أقرب الى العودة الى قرانا ومدننا من أي وقت مضى .
منقول عن العهد | |
|