ذكرى النكبة آلام ومآسي وعبر

ذكرى النكبة آلام ومآسي وعبر




اسم الكاتب : بقلم \صبري حماد
لم يشهد التاريخ نكبة ألمت بشعب على وجه الكرة الأرضية مثل هذه النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وشردته في بلاد العالم , ولتنقل حياته الهانئة من المواطنة إلى التشرد حيث عانى وذاق كل المآسي والآلام , وذاق شتى أنواع العذابات مابين عدو غادر وبين أشقاء عاملوه بقسوة وجفاء أثناء سنوات الغربة ولياليها المظلمة على مدار ثلاث وستون عاماً قضاها مشرداً راحلاً بين أراضى الدنيا باحثاً عن لقمه العيش الصعبة , بينما أصبح الصهاينة الذين قدِموا من شتى بقاع الأرض أصحاب وأهل لهذه الأرض السليبة فلسطين , يعيشون في استقرار, ونحن نفتقد لهذا الاستقرار.إن ما اقترفه الاستعمار البريطاني أثناء احتلاله فلسطين جعل العدو الصهيوني مهيمنا على كل شبر من فلسطيننا , في وقت كنا فيه الطرف الأضعف في هذه المعادلة ولم نجد من يساندنا لنتمكن من مقاومة هذا العدو الطامع في أرضنا, في حين حظي العدو الصهيوني بكل أشكال الدعم ليثبت أقدامه على أرض فلسطين الطاهرة , وبفعل هيمنه الاحتلال البريطاني على أرضنا الفلسطينية واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني المدافع عن وطنه استتب الوضع للصهاينة, لذا فإن الجريمة التي اقترفتها حكومة بريطانيا تجاه شعبنا العربي الفلسطيني لا يمكن أن تُغتفر وان حكومة بريطانيا تتحمل المسئولية الكاملة عن الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني,لأنها منحت اليهود الصهاينة وطناً قومياً في فلسطين, لتقضى على آمال الشعب الفلسطيني وعلى طموحه من نيل الحرية والعيش بهناء وسعادة في أرضه 0إن حكومة بريطانيا قد ارتكبت جريمة بحق الشعب الفلسطيني عندما جردته من ابسط حقوقه لتمنح من لا يستحق وطنا في فلسطين, بل إنها ساعدت الجنود الصهاينة في ارتكاب المجازر بحق شعبنا بعد أن سحبت السلاح من أيدي الثوار الفلسطينيين, واتخذت الإجراءات الصارمة بحق أبناء الشعب الفلسطيني المدافعين عن حقهم, وقد ساهمت بعض الجيوش العربية الهزيلة في هذه المأساة نتيجة إجرام حكامها وإرسالهم الأسلحة الفاسدة مما كان له الدور الكبير في ضياع فلسطين , ولقد آن الأوان لحكومة بريطانيا أن تعترف بخطئها الجسيم الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني , وآن الأوان أن تتخذ موقفا ايجابيا تجاه القضية الفلسطينية ومساعده شعبنا للخروج من كبوته على مدار السنوات الماضية التي عانى فيها كثيراً , وعليها أن تعترف بدولة فلسطين عبر منبر الأمم المتحدة إرضاء لشعبنا الفلسطيني وتكفيراً عما اقترفت أياديهم النجسة بحق الشعب الفلسطيني , وعليهم مساندة القضية الفلسطينية والوقوف معها بدلاً من الانحياز الأعمى للدولة العبرية إن ثلاث وستون عاما من الضياع والنكبة كافيه لتعليم هذا الشعب درساً قاسيا من دروس الحياة الصعبة , بل إن كل هذه السنوات لم تُنسى شعبنا الفلسطيني قضيته وأحقيته في أرضه وإنما تزيده إصرارا وتمسكاً بالمقاومة والجهاد من اجل نيل حقوقه المسلوبة وأحقيته بأرضه السليبة , كما لم ينسى شعبنا الفلسطيني يوماً هذا الحلم وهذا الوطن الطاهر والأرض المقدسة التي حباها الله بكل آيات الجمال والقدسية, بل عاش الصغير والكبير على أمل العودة والحلم بالغد القريب الذي يحرر فيه أراضيه ووطنه من هذا العدو الغادر, كما أنه مازال محتفظاً حتى اللحظه بالخرائط ومفاتيح العودة في انتظار بزوغ فجر جديد يكون فيه أبناء الوطن على موعد مع الأرض, وليس ذلك على الله ببعيد 0


منقول