البيت الأبيض: المخابرات الاسرائيلية هي من منحت تأشيرات لـ'الاخوان' لدخول القطاع
كشف المكتب الإعلامي بالبيت الأبيض أن أحد المسئولين في حركة حماس الفلسطينية أكد لوسائل إعلام أوروبية انضمام حركة حماس رسميا منذ شهرين للتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.. وأنه تمت إضافة كلمة فرع من جماعة الإخوان المسلمين لاسم الحركة، مشيرا إلي أن تلك المعلومات كانت قيد البحث لفترة طويلة وأن المخابرات الأمريكية رصدت إنشاء صفحة علي شبكة الفيس بوك باسم جماعة الإخوان المسلمين فرع غزة منذ أيام وقامت بإغلاقها فورا.
وذكر المصدر أن هناك أدلة لدي أمريكا وإسرائيل تثبت تحكم الإخوان في مصر بعدد من القرارات المصيرية لحركة حماس في غزة ، وأن ذلك يعد مؤشرا خطيرا للغاية وربما ذلك هو سبب لجوء حماس منذ ساعات لجماعة الإخوان المسلمين في مصر للمساعدة في وقف العدوان علي غزة، وهو ما يكشف عن بداية مواجهة فعلية بين الحركة في مصر وإسرائيل مما يثير المخاوف من جر الدولة المصرية لمشاكل إقليمية ودولية تصل لحد المواجهات العسكرية مستقبلا.
ترتيبا علي هذا أكد المصدر أن البيت الأبيض بدأ يدرس تأكيد تلك المعلومات الحديثة منذ مساء الأربعاء 17 أغسطس 2011 بالقاهرة ..عندما زار 'خالد مشعل' رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية علي رأس وفد حمساوي رفيع مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر .. لبحث ملف المصالحة الفلسطينية علنا.. بينما كان اللقاء لبحث ملف إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط ومبادلته بالأسري الفلسطينيين وأخذ الضوء الأخضر من الإخوان في مصر لتنفيذ الصفقة.
وذكر المصدر أنهم بالبيت الأبيض توصلوا لمسودة اللقاء الذي تطرق «علي حد علمهم» إلي نقاط أولية سعي فيها مشعل لربط حماس رسميا بجماعة الإخوان في مصر ولمعرفة مدي إمكانية نقل مكاتب حركتة للقاهرة حال سقوط النظام السوري برئاسة بشار الأسد، وأنه يومها فشل في الخروج بجواب نهائي عن الموضوع مع أن الإخوان في مصر تركوا له الباب مواربا -علي حد تعبير المصدر.
وأشار المصدر إلي أن البيت الأبيض تابع الزيارة الأولي من نوعها التي قام بها وفد رفيع المستوي من جماعة الإخوان المسلمين المصرية لقطاع غزة في صباح السبت 29 أكتوبر 2011 التي تمت بعد عشرة أيام من إتمام صفقة إعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لإسرائيل وتحرير 447 معتقلا فلسطينيا لدي سجون الاحتلال، وأكد المصدر أن تلك الزيارة شكلت من الناحية العملية أولي الاتصالات غير المباشرة بين الجماعة في مصر وإسرائيل علما أنه طبقا للمعلومات سبقتها زيارة ترتيبية أقل رسمية لم تحظ بتغطية إعلامية كبيرة في السبت 12 يونيو 2011 .. أعلن عن أنها كانت لتقديم الإخوان في مصر لواجب العزاء في وفاة الشيخ محمد شمعة رئيس مجلس شوري حركة حماس.
وفجر المصدر مفاجأة من العيار الثقيل مؤكدا أن المخابرات الإسرائيلية هي التي منحت وفود الإخوان المسلمين في مصر تأشيرة الدخول الإسرائيلية لغزة في كل مرة من مرات الزيارة وأن التأشيرة كانت في شكل تصريح مرور إسرائيلي أمني خاص ختم بمعرفة ضباط المخابرات الإٍسرائيلية خارج جوازات كل فرد من أعضاء وفود الجماعة المصرية وأن التصاريح ختمت بخاتمين أولهما كان للخارجية الإسرائيلية.. أما الآخر فقد كان خاتم الموساد الإسرائيلي الذي منح للوفود بناء علي تعليمات خاصة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاضع له جهاز المخابرات الإسرائيلية.
كما كشف مصدر البيت الأبيض عن مفاجأة من العيار الثقيل.. إذ أكد أن الإخوان في مصر هم أول من أعطي الضوء الأخضر لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط وأنه لولا أن الجماعة في مصر وافقت علي إطلاق سراحه لكان قد مات في الأسر علي حد تعبيره ،وأن موافقة إسرائيل علي زيارة الإخوان لقطاع غزة علنا كانت دليلا علي التفاهم وأن القرار الإسرائيلي الذي اتخذ علي أعلي مستوي أمني جاء ليفتح الباب أمام جماعة الإخوان في مصر للمزيد من التفاهمات.
بينما رفض المصدر الإجابة عن التساؤل حول ما إذا كان لجماعة الإخوان في مصر أي دور في ملف خطف الجندي الإسرائيلي شاليط وتأمين أسره لمدة 6 أعوام وهو اللغز الذي لم تحله حتي اليوم الأجهزة الإسرائيلية أو حتي العربية.
يبرز في ذات الإطار أن معلومات البيت الأبيض المؤكدة تشير إلي أن إسرائيل عندما هجمت علي السفينة التركية (إم في مافي مرمرة) التي شاركت فيما سمي بأسطول الحرية في مساء ليلة 31 مايو 2010 كان بوشاية شخصية من الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك الذي حذر تل أبيب من عملية إرهابية وشيكة يقودها الإخوان في مصر وأن المعروف أن الدكتور محمد البلتاجي العضو البارز بالجماعة المصرية وعضو البرلمان المصري يومها كان علي متن السفينة مرمرة ممثلا لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
ترتيبا علي المعلومات الخاصة لـ'روزاليوسف' من البيت الأبيض.. رصدت المخابرات المركزية الأمريكية في تل أبيب قبل الهجوم الإسرائيلي علي «أسطول الحرية» بساعات أمرا إسرائيليا صدر للقوات الخاصة الإسرائيلية المهاجمة لاغتيال مصريين الأول يدعي محمد البلتاجي والثاني يدعي حازم فاروق عضوي البرلمان المصري لولا تدخل الإدارة الأمريكية في آخر لحظة طبقا لمعلومات المصدر ..وأنه تم اقتياد البلتاجي وحازم فاروق ليلتها بمعرفة الموساد الإسرائيلي للتحقيق معهما في ميناء حيفا، حيث كانت تلك المصادفة أول لقاء غير مرتب ودون موافقة الطرف المصري وجها لوجه بين أحد أعضاء الجماعة والموساد في قلب إسرائيل والمعروف أن البلتاجي وفاروق تم فصلهما عن ركاب المرمرة ورفضا التحقيق معهما.. وقدم قاوم البلتاجي بيده رجال الموساد وضرب أحدهم وبعد تدخل السفير المصري بتل أبيب أعيد بعدها بساعات مع حازم فاروق إلي مصر بعد أن شعر مبارك بالحرج من غباء القوات المهاجمة التي لم تقتل البلتاجي يومها.
منقول