رحال
عدد المساهمات : 121 تاريخ التسجيل : 19/09/2010
| موضوع: أزمة الشرق الاوسط تنبئ بصيف حار الأحد مايو 22, 2011 11:13 pm | |
| أزمة الشرق الاوسط تنبئ بصيف حار
– نشر موقع 'فورين بوليسي (السياسية الخارجية)' الاميركي مقالا اعده سلمان شيخ، مدير مركز بروكينغز في الدوحة والزميل في مركز الصبان لسياسة الشرق الاوسط في معهد بروكينغز والذي عمل مساعدا خاصا للموفد الدولي الى مسيرة سلام الشرق الاوسط، قال فيه ان (الرئيس الاميركي) باراك اوباما قد يعتقد ان اسرائيل وفلسطين يمكنهما بمفردهما انهاء عقود من الصراع، لكن الربيع العربي تسبب في تغيير تضاريس اي مفاوضات محتملة.
وقال ايضا ان شعوب الشرق الاوسط، وخاصة الفلسطينيون والاسرائيليون، يرددون القول في اغلب الاحيان انه 'في نهاية المطاف لا بد أن نعود دوما الى الصراع العربي الاسرائيلي'. وهذا بالضبط ما حدث يوم الخميس 19 أيار (مايو) عندما القى اوباما خطابا سياسيا رئيسيا في وزارة الخارجية طرح فيه مبادئ جديدة للمفاوضات تقوم على اساس حدود 1967، وفي نهاية الاسبوع الفائت عندما قتل 10 من المحتجين غير المسلحين بالنيران الاسرائيلية في ذكرى يوم 'النكبة'، ما دفع الصراع العربي الاسرائيلي الى الخط الامامي والمركزي مرة اخرى.
وهناك الان الربيع العربي حيث يشهد الفلسطينيون معنى جديدا للثورات العربية من اجل مزيد من الحرية والعدالة والمساواة الى جانب مطالبهم منذ عقود للاهداف ذاتها ولتحقيق اقامة دولتهم الخاصة. اما بالنسبة للاسرائيليين فان الخامس عشر من ايار (مايو) هو اليوم الذي ظهرت فيه بوادر النهضة العربية على حدودهم الموقتة تذكرهم مرة اخرى بمدى ما يمكن ان يتعرضوا له ومدى العزلة التي يعيشون فيها الان.
وقد اثارت الاحتجاجات المتنامية على حدود خط الهدنة الاسرائيلية منذ العام 1949 مع سوريا ولبنان، وكذلك في الضفة الغربية وغزة ومصر والاردن، مخاوف كثير من الاسرائيليين ورفعت من حدة القلق من ان اسرائيل تنقصها الوسائل العملية لمواجهة المظاهرات الجماعية في المستقبل. وفي واقع الامر فان الوجود الامني المكثف قرب الحدود المصرية والاردنية مع اسرائيل هو الذي منع المتظاهرين من حصار تلك المواقع ايضا. ويدرك الاسرائيليون التأثيرات المحسوسة للتغييرات السريعة في المنطقة حيث يتهاوى ما كان مسلما به في الماضي وتصحو المخاف من العودة الى الصراع.
وقد استخدم اللاجئون الفلسطينيون وسائل ثورات اليوم – الانترنيت بوجه عام والفيس بوك بوجه خاص – لتنظيم الاحتجاجات وتاكيد حقهم في العودة الى موطنهم حيث اسرائيل اليوم. ويقدر عدد الفلسطينيين الذين يستخدمون الفيس بوك بـ600 الف فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، يعتقد ان حوالي ثلث هذا العدد يتأثر سياسيا بوسائل الاعلام. ذلك انه عندما وقعت 'فتح' و'حماس' اتفاق المصالحة قبل اسبوعين في القاهرة، كانتا تتجاوبان جزئيا مع حملة للوحدة الفلسطينية قام بتنظيمها نشطاء الاننترنيت الذين جمعوا الالاف في الضفة الغربية وغزة. ويعمد النشطاء تحفزهم تلك التطورات بتنظيم المزيد من الاحتجاجات الجماهيرية والمسيرات للضغط على اسرائيل والمجتمع الدولي وقادتهم مع اقتراب الموعد الذي حددته هذه القيادة لاعلان قيام الدولة في أيلول (سبتمبر).
ولعل ما جعل يوم 'النكبة' هذا العام مشهودا اكثر من الايام السابقة كانت الاحداث على حدود سوريا اسرائيل بحكم الامر الواقع. فقد تهاوى ثمانية وثلاثون عاما من الهدوء الكلي تقريبا على جبهة الـ50 ميلا لدى اندفاع المحتجين الفلسطينيين عبر السياج الامني الى مرتفعات الجولان المحتلة. واثبتت تلك الوقائع فشل المخابرات والقوات الاسرائيلية واظهرت عجز 1250 مراقبا دوليا يعملون على تطبيق اتفاقية فصل القوات منذ العام 1974. كما اظهرت ان نظام بشار الاسد البعثي على استعداد لزعزعة الاوضاع عند الضرورة، خاصة تجاه اسرائيل. وعلى اساس القيود المفروضة على الحركة في المنطقة، فانه لم يكن متوقعا من المحتجين ان يتمكنوا من الوصول الى السياج الامني من دون الحصول على موافقة ومشاركة السلطات وقوات الامن السورية.
لقد جاء خطاب اوباما يوم الخميس ليثبت ان بامكان الاميركيين والاسرائيليين تاجيل بحث هذه القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولكن الى حين. فاشارة اوباما الى حدود 1967 كاساس للمحادثات مع الفلسطينيين اثار ردا حادا من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو حتى قبل ان يصعد الى الطائرة متجها الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي.
وقد عرض اوباما حدود اثنتين من القضايا الرئيسية الاربع في حديثه عن ترتيبات الامن المستقبلية ودولة فلسطينية منزوعة السلاح والحدود (والقضيتان الاخريان هما القدس واللاجئون) في الصراع. كما شدد على اهمية الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمجاورة التي تشترك في الحدود مع مصر والاردن، لكنه رفض فكرة توجه الفلسطينين لاقامة دولتهم عبر التصويت في الامم المتحدة في أيلول (سبتمبر).
الا ان المشكلة تكمن في ان هذه الافكار جاءت متأخرة لعامين. فالطرفان لا يتحاوران، واظهرت اخر محاولة لهما في التفاوض مدى تباعدهما عن بعضهما. وهناك شكوك عميقة فيما اذا كانت لدى الرئيس الاميركي الارادة الاستراتيجية والسياسية لحمل الفلسطينيين والاسرائيليين على العودة الى المحادثات في وقت يسعى فيه الى اعادة انتخابة لولاية ثانية. ثم ان التغييرات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تركت اثرا بالغا على احتمالات السلام في المنطقة. كما ان الشعوب العربية لم تعد مستعدة للعب حسب الانظمة القديمة التي تتقرر فيها خطوت السلام بما يوافق القلق الامني الاسرائيلي واجندة الولايات المتحدة الانتخابية. فهناك حاجة الى خطوات جادة لقيام دولتين اسرائيل وفلسطين هذا العام. والوضع يحتاج الى جهد دولي جديد على غرار مؤتمر مدريد الذي جاء في اعقاب حرب الخليج الاولى العام 1991. وقد يوفر تحديد واضح للحدود والترتيبات الامنية في الوقت الحالي كما شرحه اوباما يوم الخميس اضافة الى القضايا الرئيسة الاخرى، اساس التسوية النهائية.
فان لم يتحقق ذلك فان القلق الاسرائيلي والجهود الاميركية كليهما سيستمران في التراجع وسيتمسك الفلسطينيون بمبادرة تفرضها اجواء الارادة الشعبية العربية. وتنبئ بانه سيكون صيفا طويلا حارا في الشرق الاوسط.
منقول | |
|