"البكتيريا".. عدو يمكن مصداقته
تُشكل البكتيريا مجموعة الكائنات بدائية النوى أو وحيدة الخلية، وتعامل معها الإنسان دون أن يراها فقد عرف أنها تسبب المرض واستعمل بعضها في عمليات تخمر مختلفة, ولقد كان لاكتشاف المجهر الأثر الكبير في التعرف عليها.
أول من اكتشف وجود البكتيريا العالم الكيميائي الفرنسي "باستير", الذي اكتشف البكتيريا الهوائية واللاهوائية من خلال تجاربه على التخمر، وتوصل أيضاً إلى طعومها وارتبط اسمه بعملية البسترة لقتل الكائنات الحية المجهرية التي يمكن أن توجد بالسوائل وخاصة الحليب.
أما العالم الألماني روبرت كوخ, فقد أسهم في اكتشاف علاقة البكتيريا بالمرض، وهو أول من عمل مزارع نقية للبكتيريا, ولقد ارتبط اسم البكتيريا كثيراً بالأمراض التي تسببها للإنسان ولكن الاكتشافات الحديثة والتقدم السريع الذي حدث في العلوم التطبيقية أظهرت أن البكتيريا تلعب دوراً مهماً في كثير من الصناعات الغذائية والدوائية والتخلص من المواد العضوية وغير العضوية وكذلك معالجة المياه العادمة والمعالجة الحيوية لمخلفات المزارع واستخدامها في إنتاج الطاقة وغاز الميثان.
وتعتبر البكتريا أيضا مكونا طبيعيا من مكونات الجسم البشري فهناك من الخلايا البكتيرية على الجسم البشري ما يفوق عدد خلاياه نفسها، وفعليا فإن مجمل الجلد عند الإنسان والفم والجهاز الهضمي مليء بالبكتيريا.
وبمقدار ما يشاع عن البكتيريا من أضرار وتسببها بالأمراض، إلا أنها مفيدة أيضا للصحة حيث تساعد على الهضم، لكنها أيضا تسبب أمراضا خطيرة مثل الهيضة والسُّل. وتاريخيا تسببت البكتيريا بأمراض خطيرة مثل الطاعون والجذام لكن اكتشاف المضادات الحيوية خفف كثيراً من هذه الأخطار وقلّص أعداد الوفيات الناتجة عنها.
وللبكتيريا أهمية صناعية حيث يستفاد من عملياتها البيولوجية لإجراء ما يصعب إجراؤه صناعيا مثل معالجة المياه القذرة ومؤخرا إنتاج المضادات الحيوية وغيرها من الكيماويات.
وهناك خلاف في استخدام المصطلح العربي بين من يستخدم كلمة جراثيم بشكل واسع كمقابل لـGerm ، وتبقى البكتيريا مقابل لـ Bacteria لكن البعض الآخر يستخدم مصطلح جراثيم كمقابل لكلمة Bacteria أيضا. وفي المصطلحات الغربية: مصطلح "بكتيريا" استخدم تاريخيا لكل بدائيات النوى أحادية الخلية المجهرية، ومع أن هذا ما زال شائعا في الحياة اليومية إلا أن تطور علم الأحياء الدقيقة كشف عن تفصيلات تفرق بشكل واضح بين الفيروسات والبكتيريا والفطريات.