سكن الزوجة في "بيت العائلة".."شبهات" و"محرّمات"!!

سكن الزوجة في "بيت العائلة".."شبهات" و"محرّمات"!!

دور القضاء والمحاكم الشرعية باتت تنظر بقلق إلى كثرة الطلاق بين الأزواج بسبب عيشهم مع الأهل فيما يسمى بـ"بيت العائلة" الذي يقيّد حرية الزوجة ويمنعها من ممارسة أعمالها وخصوصياتها، ويزداد القلق حينما تكشف بعض الزوجات عن تعرضهن للمضايقات من قبل أسلافهن.."فلسطين" وضعت عينها على قضية العيش في بيت العائلة ومخاطره الشرعية، وبحثتها في سياق تقريرها:

نظرات وسلوك مخيف!!
نسرين متزوجة منذ خمسة أعوام من ابن عمّها الذي يجاور منزل أهلها في السكن، تعاني نسرين من كثرة تردد أسلافها على المنزل الذي تعيش فيه معهم بالشراكة كونه بيت العائلة، وتقول:"منذ أن تقدّم زوجي لخطبتي أخبرني بأننا سنعيش مع أهله في منزلهم الصغير، كونه الابن الأكبر والذي يحتاجون إلى وجوده المستمر بجوارهم نظراً لمرض والديه، وكان إخوته لا يزالون صغار السن آنذاك، ولكنهم أصبحوا شباباً يحرم عليّ كشف أي من عورتي أمامهم".

وأوضحت أنها باتت تخشى من نظرات أحد أسلافها الذي لا يزال في سن المراهقة، ويبدي لها كثيراً من الرقّ المقلق حسبما تقول، مضيفة:"في بادئ الأمر لم أكن أعر اهتماماً لاهتمامه بي ولكن بعد مدة ليست طويلة صرتُ أجد فيه شاباً يبتعد في سلوكه عن الخلق، مما دعاني لأن أشدد في الالتزام بلباسي أمامه، وأبتعد عن المواطن التي تجمعني به، ولكن هذا الأمر لا يزال يقلقني".
منذ أن تزوجت وأقمت مع أهل زوجي في منزلهم الصغير، كان إخوته لا يزالون صغار السن آنذاك، ولكنهم أصبحوا شباباً يحرم عليّ كشف أي من عورتي أمامهم المواطنة نسرين


فيما أشار نضال، وهو شاب متزوج منذ أعوام طويلة، إلى أن الرجل هو الذي يتحكم في سعادة زوجته أو تعاستها خلال وجودها في بيت العائلة، وذلك من خلال متابعة أمورها، والانتباه لتعامل إخوته معها ولكن بعيداً عن الشك الذي قد يؤول إلى مشكلات هما في غنى عنها، مؤكداً أنه في حال جمّع مالاً يمكّنه من شراء بيت مستقل فلن يتوانى عن ذلك.


مفاسد محققة
د. حسن الجوجو, رئيس المحاكم الشرعية في غزة، أبدى عدم تأييده للعيش في بيت العائلة، لما يترتب عليه من مفاسد محققة، وقال:"حسب عملنا في المحاكم الشرعية فإن هذا الأمر يعد سبباً رئيساً لطلاق الزوجين"، مؤكداً أن العيش في بيت مستقل لا يشترك أحد فيه حق كفله الشرع للزوجة في حال كان بمقدور زوجها ذلك.

ولفت إلى أن بيت العائلة يقيد حرية الزوجة الدنيوية والعبادية، ويمنعها من ممارسة حريتها، ولا سيّما حديثة الزواج التي لم يمضِ على ارتباطها سوى مدة بسيطة، مما يفتح المجال لخلق المفاسد الشرعية ومن ذلك أنها تعرضها للفتنة، وكذلك تعرض الشباب العازب الموجود في المنزل للفتنة وكذلك العازبات، خاصة وأن الزوجة ستقوم بالتزين لزوجها.

وفقاً لوضع الزوج
وأضاف د.الجوجو:"ويجب أن ننتبه إلى أنه لا يمكن أن نحمّل الزوج فوق طاقته بطلب بيت مستقل منه وإن كان غير مقتدر، وخاصة إذا أخبر أهل مخطوبته قبل الزواج بظروفه المادية".

ودعا الزوجة التي تعيش في بيت العائلة للالتزام بالضوابط الشرعية بأن تحتجب عن أشقائه البالغين، ولا تشارك العائلة في أمور فيها معصية كأن تتفرج على مشاهد فاضحة على شاشة التلفاز أو فيما يغضب الله، وتحافظ على نفسها وعلى زوجها وتبتعد كل الابتعاد عن الشبهات، "فلا يجوز لشقيقه أن يختلي بها، ولتندمج مع أهله ولكن في حدود الشرع والقانون، وللزوجين أن يحاولا إرضاء الله فيما يرضيه، لأن هذا البيت خيار ليس عنه خيار آخر.
بيت العائلة يقيد حرية الزوجة الدنيوية والعبادية، ويمنعها من ممارسة حريتها، ولا سيّما حديثة الزواج التي لم يمضِ على ارتباطها سوى مدة بسيطة، مما يفتح المجال لخلق المفاسد الشرعية د. الجوجو


التعايش!!
ويرى بأن الزوجة الملتزمة يمكنها أن تتعايش مع هذا الوضع ولكنه حتماً سيكون على حساب حريتها وحقوقها طالما ارتضته لنفسها، ولكن على ألا تطلق العنان لنفسها بالمعصية، أما إذا كان زوجها مقتدراً فعليها أن تطالبه بهذا الحق –بيت مستقل- فإذا رفضه فلتطالب به قانوناً، وإن رفض فهو آثم وسلبها حقها بيت مستقل، مشيراً إلى أن من يسكن زوجته مع أهله من باب البر فهو مخطئ لأن البيت المستقل لا يحمل عقوقاً لهم، ويمكنه أن يبر بهم وهو فيه.

وأكد د.الجوجو أن البيت المستقل منع للفساد وإسكان الزوجة فيه أمر واجب ، فيما يعد بيت العائلة مناخاً غير طبيعي للأزواج وخصوصاً الحديثين.

وللخروج من هذه المعضلة –بيت العائلة- شدد على معشر الشباب لأن يصدق مع نفسه وألا يستعجل الواحد منهم بالزواج إلا بعد استكمال الاستعدادات المادية، وإذا كان فقيراً وتفهمت عائلة الزوجة وضعه فلتحافظ على نفسها في هذا البيت لأن آثار العيش فيه مدمرة في بعض الأحيان.