جمال نزال ورسالة من قارئ للأستاذ هاني المصري

جمال نزال ورسالة من قارئ للأستاذ هاني المصري




قرأت مقالتك في الايام وعنوانها: 'الرّبيع العربيّ انتهى إلى شتاء إسلاميّ، لماذا وإلى أين؟'
ولو كنت إخونجيا لفركت كلتا يدي حماسة ورضى عن تمركز أفكار خمس رئيسية طرحت في المقالة تجعل كل قارئ يرى أن الإسلاميين هم الخيار الصحيح.

اولا: نفي أن يكون صعود الإسلاميين حصيلة تفاهم مع الغرب وتطهير الإسلاميين من تهمة المؤامرة.
ثاتيا:التشديد على أن الأحزاب الإسلامية هي الأحزاب الوحيدة المهيأة لملء الفراغ.

ثالثا: تصوير حماس كضحية وهي التي قتلت 700 مسلم. إقتباس: ( ومُنِعَت أيضاً حركة حماس من الحكم بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006).

رابعا: تبييض صفحة الإسلاميين من لوثة التطرف من خلال حديثك عن التغير الذي جرى في نهجهم وذلك بالقول أن هناك تغيير حصل:

'داخل جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية، فتحولت من قوى رجعية محافظة تتحالف مع الرجعية العربية والاستعمار الغربي ضد عبد الناصر والقومية والشيوعية والاتحاد السوفيتي، إلى قوى تحارب الاستعمار بلا هوادة، مثل القاعدة، وإلى قوى أخرى أصبح لديها طابعٌ وطنيٌ كفاحيٌ أدى إلى وقوفها ضد الاستعمار والتبعية وإسرائيل ومعاهدات السلام معها، وقدمت التضحيات الغالية...'
خامسا: نزع مخاوف الناس من تهديد الإخونجية لقواعد الديمقراطية وتطوعك لإبراء قادة اسميتهم بالإسم من هذه التهمة رغم أن بعضهم قاد اتقلابا عسكريا وحفر أنفاقا بشارع صلاح الدين لقتل رئيس.


فقد جاء بالمقالة:

'هناك فرق بين ما أعلنه بلحاج أحد قادة جبهة الإنقاذ الجزائرية فور إعلان نتائج الانتخابات بأن الديمقراطية عرس ليوم واحد انتهى بفوز جبهة الإنقاذ، وبين ما يعلنه راشد الغنوشي ومحمد مرسي وحمزة منصور وخالد مشعل بأن الديمقراطية تعني انتخابات دورية وتداولاً للسلطة، ومساواة بين المواطنين، بصرف النظر عن الجنس والدين والقومية'.

وبعد؟
لقد قض مضجعنا وفطر قلبنا وحير قرائحنا سنونا من الدهر نحن أهل المعسكر الوطني أن اعتاد كتاب علمانيون أن يعموا عن الخط الفاصل بين الأحزاب الوطنية والحركات الإسلامية. وبين البعد الإنطلاقي الوطني لكفاحنا الصادم لعدو خارجي والبعد الإنكفائي الإحترابي (الإصلاحي؟؟؟!!) لخطاب الإسلاموين. وقد قلب معدتي كثرة استمراء بعضنا البحث عن منطقة وسط بين أهل الإنقلاب وأهل الديمقراطية. وكلي قناعة أنه لا توجد منطقة وسطى ما بين الوطنية الغيورة والإنقلاب العسكري على الديمقراطية. وانت تتحدث عن تحول في نهج الحركات الإسلامية نسيت صديقي الفاضل أن محمد سلامة السويركي ومحمد ابو قينص من بسطاء أفراد فتح قد القي بهما في غزة من على برجين سكنيين اثنين في يومين متتابعين من قبل الحركة التي طالما سكت عن تجاوزاتها أهل ' الإن جيييييه أوووووز' وربطات سموكنغ والفلل الناطحة للمنطق. وبحكم عملي رايت عشرات الأشخاص ممن أنفقت عليهم السلطة مئات الآلاف من الدولارات لتركيب أطراف اصطناعية بدل تلك التي بترتها لهم الحركة التي يصفها أحدنا بالإعتدال. لقد قتل في غزة من افراد فتح ورجالات السلطة الفلسطينية زهاء 700 رجل. وذلك تم بعد أن أجرت فتح بالوطن وبقيادة عضو لجنة مركزية كان يشغل في 2006 منصب وزير الداخلية انتخابات نزيهة في جولات خمس خسرها حزبه. فهل بعد هذه النزاهة من نزاهة- وقد يسميه بعض الذين بترت سيقانهم سذاجة من جانبانا أن سمحنا لحماس بشيئ.

وأما قولك أن حماس لم يسمح لها بممارسة الحكم فهذا تناس يشبه زلة الشاطر لحقيقة ارتضاء الرئيس بتكليف هنية رغم رفض الأخير خطاب التكليف شكلا ومضمونا. وأما طرد هنية من عمله بعد ضلوعه في قيادة الإنقلاب فجاء وفق الحق الدستوري للرئيس وهو المكرس بالمادة 45.
وماذا عن المعسكر الوطني الذي لم يحظ بنصف حرف في المقالة؟ ماذا عن فتح؟؟


وهنا بعض الإحصاءات فقط:

أكثر من الفين من شهداء الإنتفاضة الثانية هم من ابناء الإجهزة الأمنية.

أكثر من ألف أسير فلسطيني كانوا يشتغلون بالأجهزة الأمنية
أكثر من 284 مقر من مقرات الأجهزة الأمنية تم هدمها من قبل إسرائيل وقامت حماس بعد الإنقلاب باحتلالها بعد تدمير بعضها (ولا نعود لقصة المؤامرة التي تطوعت لنفيها).

60% من أسرى فلسطين في إسرائيل من فتح.

60 من الف فقط هو عدد أسرى فتح في صفقة التبادل الأخيرة بين حماس وجارها المرتاح من كل سوء.

(هل سمعت تصريح جلانت يتحدث عن ضرورة اقتلاع حماس؟؟ برأيك من أحب إلى بائع العربة وأم حسن؟ غلانت أم حماس؟ حماس طبعا.

ولهذا قد يستجيب الفلسطيني البسيط لدعاية جلانت ويصوت كما يريد. هذه انطلت على الناخب العربي الذي تلقى' بعبقرية' مدمرة تحذيرات إسرائيل من فوز الإسلاميين).

وعنوان مقالتك:
الرّبيع العربيّ انتهى إلى شتاء إسلاميّ، لماذا وإلى أين؟
أما لماذا فهو لأن كتابنا العلمانيين خفيفي الظل إلى حد مخالفة القانون لا زالوا يجهلون الفرق
بين من فتح طريق الديمقراطية بالصندوق
ومن أغلقه بانقلاب
بين من شكل حكومة وحدة وطنية واختار لها رئيسا وفق المادة 45
وبين من أطاح بهذه الحكومة في غزة بعملية عسكرية
بين من بنا وعبد الشارع القريب من منزلك ومنزلي
ومن فرض الإقامة الجبرية على قاطنيه في غزة ومنع أعضاء التشريعي من القدوم إلى الضفة
بين من يستقبل قادة حماس في الضفة بالمقاطعة
ومن يمنع أعضاء ثوري فتح من الخروج لدورة الثوري برام الله
بين من سلم الحكومة لوطني مستقل
وبين من طرد كل مستقل ليستلم الأمور من ناصية اصحابها
بين من قام بمعركة الكرامة وقلعة الشقيف وكلف العدو مئات القتلى في 1982 ومعركة جنين
وبين من اختبأ في قسم الولادة في غزة ولم ينل مما يزيد عن عشرة جنود أربعة منهم بنيران إخوتهم
بين من جعل كتابنا وزراء أو وكلاء أو مدراء

وبين من سجنهم واسقم عيشهم.


وأما إلى متى فالجواب بسيط:

عندما يدرك من نسميهم المستقلون أن مظلتنا هي الحماية للوطن ومظلة الظلاميين وصاية وكمام. وإلى أن ندرك أن التطبيل والتزمير لفاشية العصر والطالبان (وإن حلقوا الذقون وتسربلوا ببدلات عصريه) سيكون نهاية الطبول والأفراح. وبعد يا صديقي هاني: لقد جربناهم في 2006 فراح الوطن إلى نصفين بانقلاب. وأما في 2012 فتلك الايام ويا ليتك أنت أيضا تقبل بمنطق مداولتها بين الناس فتقف هذه المرة معنا نحن. وبوضوح أكثر وأكثر وأكثر كالذي يلزم الجالسة وراء لقن العجين وحاملة المقحار وبائع الجريدة والكنافة واللحام - معا


منقول