افتتان رجال الدين بالدنيا

افتتان رجال الدين بالدنيا


كان من ورع رجال الدين فى الازمان الصالحة ، سياج على حمى الشريعة ، يرد عنها خبائث الطمع ونقائص المادة ، فلا تسخر للظلم ، ولا تستخدم للحكم ، ولا تستغل للهوى ، وكانت كلمة العالم هي كلمة ألله ، يقولها فتعنو الجباه وتجمد لها الشفاة ويستقيم بها ميزان العدل . اما اليوم فقد ابتلى المؤمنون بنفاق الحياة ، وفتن المتقون بزهرة الدنيا ، وذل العلماء لشهوة الترف ، فرغبوا فى وجاهة المظهر ، وفراهة المركب ، ورفاهة العيش ، سلبهم الله ميراث النبوة وحرمهم جلال الدين ، فأصبحوا كسائر الناس ، يجرى عليهم ما يجرى على غيرهم من ذل الامتيازات ، وغل الحزازات ، وعنت السياسة ورحم الله الشاعر حينما قال : ولو ان اهل العلم صانوه صانهم ...............ولو عظموه فى النفوس لعظما . فكانو فى العهود العزيزه مفرع الفضيلة وملجأ للم شمل الامة وتوحيد صفوفها وطاعة ولى امرها لانه من الثابت ان من ولى شيئا من امور المسلمين وجبت طاعته فى المعروف وان جار وفعل الكبائر ، ولا يجوز الخروج عن الولاة ، لقوله عليه السلام ( اسمعوا واطيعوا وان استعمل عليكم عبد حبشي كان راسه زبيبة ) وقال عليه السلام (من راى شيئا من اميره يكرهه فليصبر فانه ليس احد يفارق الجماعة شبرا إلا ومات ميتة جاهلية ) وهناك احاديث كثيرة فى هذا المعنى ، ترغيبا فى طاعة السلطان .