حرارة الصيف ....قاتلة !
مع الصيف تأتي الأنشطة الترفيهية وزيارة الشواطئ وزيادة الأنشطة الرياضية.. ومعها أيضا تأتي الزيادات المزعجة لدرجات الحرارة وخطورة التعرض لضربات الشمس والاضطرابات الجسمية الأخرى التي تنتج عن التعرض لدرجات الحرارة الزائدة، والتي قد تصل في بعض دولنا العربية إلى ما فوق 45 درجة مئوية. كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من أخطار درجات الحرارة المرتفعة؟ وماذا نفعل في حالة حدوث مكروه لا قدّر الله؟
سفعة الشمس sunburn
تختلف أجسامنا في ردود أفعالها للتعرض لأشعة الشمس حسب لون الجلد. فالذين يتسم لون جلدهم بالبياض قد يتعرضون لسفعة الشمس في خلال 15 دقيقة فقط من التعرض لها، في حين أن غيرهم من السمر لا يتأثرون بعد ساعات من التعرض. تحدث سفعة الشمس حين يفوق تعرض الشخص للشمس قدرة الميلانين الموجود داخل جلده على حمايته من أشعة الشمس الضارة، وهو ما يؤدي إلى احمرار الجلد وزيادة درجة حرارته، بل قد ينتج عن ذلك بثرات blisters جلدية مؤلمة وتورّم في العضو المصاب وازدياد في درجة حرارة الجسم.
هناك عدة طرق هامة يجب اتباعها لحماية الجلد من هذه السفعة المؤلمة. أولا يجب أن تكون الملابس خفيفة، ولكن طويلة بحيث تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم. كما ينبغي ارتداء قبعة واسعة لحماية منطقة الوجه والرقبة. أما النظارات الشمسية فهي تحمي العينين والمنطقة الحساسة التي تحيطهما من أشعة الشمس. وإذا أمكن تفادي الخروج في الفترة ما بين العاشرة صباحا والثانية عصرا فإن ذلك من شأنه أيضا حماية الجسم من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية، وأخيرا الغسول الواقي ضد الشمس sunscreen والذي ينبغي أن تكون الدرجة المكتوبة على علبتها من الخارج أزيد من 15 لتحمي الجلد بالشكل الكافي، بالإضافة إلى استخدامه قبل التعرض للشمس بنصف ساعة حتى يتم امتصاصه.
إذا حدث وبالفعل أصيب أحد بالسفعة الشمسية، فيجب استخدام الكمّادات الفاترة على الجلد المصاب لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات يوميا. وإضافة بيكربونات الصودا إلى الماء قد يخفف قليلا من حدة الألم. ومن الممكن تناول قرص أسبرين أو أستاميونوفن (مثل الآبيمول) لتخفيف الألم أيضا. أما في حالة وجود بثرات جلدية، فيجب الحرص على ألا يتم تفقيعها، وينبغي تغطيتها بضمادة جافة لحمايتها ضد الالتهاب.
التقلصات الحرارية heat cramps
التقلصات الحرارية هي تقلصات وآلام تحدث في العضلات-خاصة عضلات البطن والذراعين والرجلين- بعد عدة ساعات من القيام بمجهود عضليّ تحت ظروف جويّة حارّة. تحدث التقلصات الحرارية نتيجة فقدان كميات كبيرة من الصوديوم والكلورايد والماء في العرق. قد يصاحب هذه التقلصات غثيان وقيء وإرهاق عام.
في حالة التعرض لمثل هذه التقلصات، يجب الانتقال إلى مكان ظليل فورا والراحة التامة بالإضافة إلى شرب رشفات قليلة من الماء أو العصير أو الشراب الرياضي، وإيقاف الشرب تماما في حالة الشعور بالغثيان. والقيام بتدليك مجموعة العضلات المتقلصة من شأنه تخفيف حدّة التقلصات.
الإرهاق الحراريّ heat exhaustion
يحدث الإرهاق الحراري نتيجة الجفاف الشديد وفقدان كميات كبيرة من أملاح الجسم وقد تسبقه التشنجات الحرارية. عادة ما يشكو المصاب بالإرهاق الحراري بالتشنجات العضلية والصداع والإرهاق والغثيان والقيء. كما يبدو المصاب في حالة عدم تركيز، شاحب اللون، كثير العرق. يصاحب الحالة انخفاض في ضغط الدم عند القيام ودرجة حرارة تتراوح ما بين 37.5-39 درجة مئوية.
الإرهاق الحراري يعالج بنقل المصاب إلى مكان ظليل أو مكيف الهواء إذا أمكن ذلك، مع وضع الكمادات الفاترة الكثيرة، بل وإذا أمكن وضع المصاب في بانيو مليء بالماء الفاتر يكون أفضل. كما ينبغي تقديم رشفات من الماء للمصاب وإيقافها فور إحساس المريض بالغثيان. في حالة حدوث قيء يجب استشارة الطبيب فورا.
ضربة الشمس heatstroke
تحدث ضربة الشمس حين يعجز الجسم عن ضبط درجة حرارته، وبالتالي تزداد درجة حرارة الجسم إلى ما يفوق 41 درجة مئوية في خلال 10-15 دقيقة فقط، كما تتوقف عملية تكوين العرق وبالتالي يعجز الجسم عن تبريد نفسه. قد ينتج عن ضربة الشمس إعاقة مستديمة أو الوفاة في حالة عدم الحصول على العلاج اللازم في الحال.
بالإضافة إلى درجة حرارة مرتفعة وتوقف العرق، يشتكي المصاب من صداع فظيع ودوار وغثيان. كما أن نبض المصاب يكون سريعا وقويّا بالإضافة إلى كونه في حالة ارتباك أو حتى في غيبوبة.