إلى الرئيس باراك أوباما
كتب السفير شارليس وسنسيل*
فكر فقط للحظة- ماذا سيحدث إذا امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عند طرح القضية الفلسطينية أمام مجلس الأمن الدولي في الأسبوع أو الأسبوعين القادمين؟.
إن القرار سيمر.وسيفاجأ العالم. وستدخل الولايات المتحدة حقبة جديدة تماما في علاقتنا مع الدول الإسلامية.
إن الرؤية التي بنيتموها في القاهرة لتحسين العلاقة مع العالم الإسلامي ستأخذ أكبر خطوة إلى الأمام من رئاستكم، ومرة أخرى فإن الولايات المتحدة قد استعادت الأرضية الأخلاقية العالية التي غالبا ما ندعي احتلالها.
إن الطاقات المنطلقة بحلول الربيع العربي لا تزال مكرسة لشؤونهم المحلية الخاصة بها بدلا من أن تتحول إلى إدانة للولايات المتحدة. إننا منافقين عندما ندعي أننا نريد العدالة للفلسطينيين ولكننا لا نعمل شيئا مفيدا للمساعدة في تحقيق هذا.
وبالمقابل، فإذا ما اتخذت الولايات المتحدة الفيتو ضد الطلب الفلسطيني للدولة، فإننا سندمر مكانتنا في العالم الإسلامي- وليس فقط في العالم العربي- ولسنوات عديدة، وسوف نصبح هدفا للانتقام في كافة أنحاء العالم الإسلامي، وسنمنح قوة جديدة للجهود المتراجعة للقاعدة للانتقام منا.
لقد خدمت بلدي 36 عاما في الخارجية للولايات المتحدة، عشر مهمات في عشر دول إسلامية إنني أعرف قوة هذا الموضوع. لماذا نريد منح قوة دفع جديدة للمشاعر المعادية لأميركا في كافة أرجاء العالم الإسلامي.
لقد أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه 'إن السلام سيتحقق فقط من خلال المفاوضات المباشرة مع إسرائيل'، أنت تعرف، وأنا أعرف بأن السيد نتنياهو ليس لديه نية لتحقيق سلام عادل ونزيه مع السلطة الفلسطينية، إن اهتمامه الأساسي هو المواصلة بشكل لا يرحم بناء المزيد من المستوطنات، وخلق المزيد من 'الوقائع على الأرض' حتى تصبح فكرة دولة فلسطين مستقلة مجرد فكرة في زمن غابر.
عندما أعلنت إسرائيل استقلالها عام 1948، فهي لم تفعل ذلك بعد مفاوضات مباشرة مع فلسطين وإذا أرادت إسرائيل حقا التفاوض مع الفلسطينيين فلماذا عليها التفاوض مع حكومة فلسطينية مستقلة، على قدم المساواة، وتمنعها من المشاركة في مثل هذه المفاوضات؟.
لقد أطلقت إدارة ريغان حملة إعلامية دولية تحت شعار 'دعو بولندا تكون بولندا'، وقد حان الوقت لندع فلسطين تكون فلسطين.
امتنعوا عن اتخاذ الفيتو القادم، وفقط فكرو فيه.
ــــ
سفير أميركي متقاعد
سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى النيجر في عهد كلينتون