ثلاثة وعشرون عاماً على رحيل أبو جهاد

ثلاثة وعشرون عاماً على رحيل أبو جهاد


ماجد حمدي ياسين


أيام قليلة تفصلُنا عن الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل قائداً من أهم وأبرز قادة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي إنطلقت من رحم المعاناة وصنعت من دماء شهدائها الأبطال الخيوط الأولى لشمس الحرية التي طال إنتظارها.
إنه القائد الكبير: خليل إبراهيم محمود الوزير 'أبو جهاد' قائد الزراع العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح الذي إستشهد بتاريخ 16/4/1988 عندما أقدمت فرقة كوماندوز إسرائيلية بإطلاق النار عليه بعد إقتحام منزله في تونس الشقيق بتغطية من سلاح الجو والبحرية الصهيونية .


أشرف القائد أبو جهاد على مئات العمليات الفدائية التي نفذتها قوات الثورة الفلسطينية ضـد الأهداف الصهيونية العسكرية في السبعينات إنطلاقاً من لبنان الشقيق وأصبح شبح الوزير منتشراً على الحدود الجنوبية للأراضي المحتلة وأصبح يطارد قوات العدو في كل مواقعه المتقدمه.
خليل الوزير هذا القائد الفلسطيني المجهول الذي عمل طيلة سنوات الثورة بصمت إستطاع الصمود ثمانية وثمانون يوماً أمام المؤسسة الصهيونية العسكرية في حربها على لبنان الشقيق عام 1982رغم قلة العتاد والأسلحة المتواضعه التي كانت تمتلكها قوات الثورة الفلسطينية في حينه.


أبو جهاد هذا الإسم العريق الممذوج أحرفه باللون العسكري ورائحه البارود إستطاع أخيراً أن ينقل المعركة من الخارج إلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ليشكل رعباً للإحتلال الغاصب وأشرف بشكل مباشر على القطاع الغربي في حركة فتح والذي كان مشرفاً على العمليات الفدائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي نفذ مئات العمليات الفدائية ضـد الأهداف الصهيونية الجاثمة على الأراضي المحتلة وحقق نجاحاً باهراً في إدارة المعارك التي غير المعادلة وأُطلق عليه إسم 'مهندس الإنتفاضة الأولى' وذلك بعد إستثماره للهبة الشعبية عام 87 وتحويل هذه الشرارة العابره إلي ثورة منظمة ومستمره تحمل أهداف وتطلعات عدة مطلقاً مقولته الشهيرة ' لاصوت يعلو على صوت الإنتفاضة '.
فإننا ومع إقتراب هذه الذكرى العطره المتوجة برحلة من العطاء والتضحيه والفداء ننحني إجلالاً وإكباراً لهذا القائد الهمام الذي زرع فينا وفي كل أبناء الفتح العملاقه روح المقاومة وأصبح رمزاً وقدوة لكل الشرفاء والأحرار بالعالم .