المدير Admin
عدد المساهمات : 1925 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 67 الموقع : غريب الدار 92
| موضوع: بعد ثورة تونس ومصر: إقبال لافت على التفاعل مع صفحات 'الفيس بوك' في غزة الثلاثاء فبراير 15, 2011 6:52 am | |
| بعد ثورة تونس ومصر: إقبال لافت على التفاعل مع صفحات 'الفيس بوك' في غزة
كثيرون في غزة كانوا يقللون من أهمية استخدام 'الفيس بوك' وربما يسخرون من مستخدميه من الشباب على اعتبار أنهم يضيعون أوقاتهم في أشياء غير مفيدة، حتى جاءت ثورتا تونس ومصر لتقلبا مفاهيمهم رأساً على عقب.
ووفقاً لآراء عدد من المطّلعين على صفحات 'الفيس بوك' واستخداماته فإن زيادة ملحوظة طرأت على مستخدمي ومشتركي هذه الخدمة باعتبارها خدمةً تفاعليةً يمكن الاستفادة منها في نشر المواقف والأفكار.
وقال الشاعر والكاتب سليم النفار من غزة: إنه اشترك في الفيس بوك بعد أن أدرك الأهمية الكبيرة التي لعبها شبان الفيس بوك في ثورات بلدانهم ونشر أفكارهم.
وتابع: 'أسرعت لفتح حساب على الفيس بوك بعد الأحداث في تونس ومصر وبعد أن شعرت أنه يصعب على الإنسان أن يعيش بمعزل عن هذه التقنية المؤثرة بشكل كبير في المشهد الثقافي السياسي والإنساني'.
ويرغب النفار بعرض إسهاماته الأدبية على صفحة الفيس بوك الخاصة به بعد أن آمن بأنها نافذة سريعة تختصر المسافات والأوقات لنشر المعلومات وتعزيز التواصل مع العالم الخارجي.
وقال: 'نحن نعيش حصاراً كبيراً والخروج من غزة بات أمراً صعباً، وأرى أن الفيس بوك ربما يشكل فرصةً كبيرةً للتواصل مع الخارج'.
ويعتبر النفار من الجيل الذي اعتمد بشكل كبير على الورق في نشر وتوزيع إسهاماته الأدبية، لكنه الآن سيغير بعضاً من عاداته ليخصص جزءاً من وقته للتواصل والتفاعل مع الفيس بوك.
ويلاحظ مستخدمو 'الفيس بوك' القدامى ازدياد طلبات الصداقة التي تصلهم من أصدقاء ومعارف وحتى من الغرباء للتواصل.
وقال الناشط المجتمعي رامي مراد: إن الاهتمام بـ'الفيس بوك' لم يقتصر فقط على زيادة عدد المستخدمين بل شمل أيضاً زيادة في مستوى الجدية والتعامل فيما يكتب.
وأكد مراد الذي يستخدم هذه التقنية منذ مدة طويلة أن متابعته الحثيثة تشير إلى أن صفحات الفيس بوك أصبحت مكاناً مفضلاً للشباب من الجنسين للتحريض والتنوير.
وأضاف: في السابق كان بعض المفكرين والمثقفين يفسّرون استخدام الفيس بوك على أنه هروب إلى حياة افتراضية ينعزل الشاب خلالها عن واقعه، مؤكدين أن ذلك لا يفيد في تغيير الواقع إلا أن التجربة أثبتت عكس ذلك.
وقال إن منتقدي الفيس بوك الآن باتوا يدركون قيمته، متوقعاً أن تشدد الدول المخابراتية قبضتها عليه لتفادي ما حدث في مصر وتونس.
وعلى الرغم من اقتناع مراد بالدور المهم الذي يلعبه مستخدمو الفيس بوك إلا أنه يؤمن بأن التجربة في تونس ومصر والبلدان العربية لا يمكن أن تكون نسخةً كربونيةً في الضفة وغزة اللتين مازالتا تعيشان تحت الاحتلال.
وقال 'أعتقد أنه لا يمكن تغيير الوضع في غزة والضفة عبر الفيس بوك، إلا أنه يمكن أن يشكل فضاءً أكبر من أجل الضغط لإنهاء الانقسام وتوسيع هامش الحريات'.
بدوره، يؤكد الكاتب والإعلامي توفيق أبو شومر أن الفيس بوك وعالم الإنترنت أكبر اختراعات الألفية الثالثة، لافتاً إلى أن عالم الإنترنت لم يعد عالماً افتراضياً كما كان يسمى بل أصبح هو الواقع.
وأشار إلى أن صفحة الفيس بوك لم تعد وسيلةً حديثةً للاتصال فقط بل صارت نواة الجلسات والتنظيمات واللقاءات، لافتاً إلى أن ذلك في دول العالم الثالث يهدد الأنظمة الحاكمة ويقض مضاجعها؛ لأنه لا يمكن أن يخضع للمراقبة التقليدية.
أما في فلسطين، فيرى أبو شومر أن الإنترنت أصبح تعويضاً عن الإجحاف بحق الشباب، كونهم يتعرضون للقمع من الاحتلال فضلاً عن القمع النفسي المجتمعي الذي يجعل الفيس بوك وكل ما هو على شاكلته المتنفس الوحيد لهم.
وأضاف: إنهم غير قادرين على إبراز مواهبهم لضيق مساحات الإبداع في المجتمع ونقص المجالات التنفيسية، كما أنهم محبطون لأن مجتمعهم لا يستطيع توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم، فهم لا يجدون الوظائف ولا يتولون رئاسة المؤسسات لأنها محتكرة من الكبار.
ولفت إلى أن الإنترنت غير المكلف خاصة الفيس بوك أصبح يملأ فراغ الشباب ويجعلهم يتبادلون الآراء ويتأثرون ويؤثرون، مشيراً إلى أن الفلسطينيين حتى الآن يعتبرون مستهلكين لهذه الشبكة ولم يتمكنوا من تسخيرها لخدمة الأهداف النفسية المجتمعية والوطنية.
وقال أبو شومر: إن هذا النقص تفاقم مع حالة البطالة المنتشرة خاصةً في غزة، فوكالة الغوث تقدم الغذاء المجاني وكذلك المؤسسات والأحزاب، كما أن كثيرين يتقاضون رواتبهم وهم نائمون لذلك أصبحوا أبناء الفيس بوك والتويتر وغيرها وتحولوا إلى مدمنين عليها، معتبراً أنه إذا لم تتمكن الأوطان من إحداث المنتديات وتوسيع مجالات الإنتاج وتفريغ طاقات الشباب في أعمال منتجة فإن هذه الشبكة ستصبح في المستقبل مشكلة كبرى!.
'الأيام' | |
|