البخل هل هو ظاهرة اقتصادية ام اجتماعية؟؟؟؟؟؟

البخل هل هو ظاهرة اقتصادية ام اجتماعية؟؟؟؟؟؟


الزوج البخيل

تعب نفسي رافقني خلال ثلاثة أعوام اقترنت بها بطليقي ، عانيت خلالها من أقسى صنوف البخل والحرمان ، فلا يأتيني في أول شهر إلا بالقليل من الخضروات ، وعلي أن أتدبر أمري ، فهو لا يعرف سوى الخضار كطعام ، فاللحوم والفواكه ليس لهما أي وجود في قاموسه ، وليته كان فقيرا لتفهمت الأمر ، بل إن دخله مرتفع جدا إذ يحصل عليه من عدة مشاريع تجارية له أسهم فيها "..



"حياة الدلال والترف التي عشتها عند أهلي ، فقدت معالمها منذ أن وطأت قدماي بيت زوجي المصون ، فمن اليوم الثاني للزواج أجبرني على بيع مصاغي ليضيف ثمنه إلى مدخراته التي لا أعلم عن قيمتها ومكانها شيئا .. ثم أمطر أذناي بدروس التقتير التي ينبغي أن أتقنها حتى أفوز برضاه ، فلا أذكر أني اشتهيت يوما ما نوعا من الطعام وتفضل علي بشرائه لي "..



عانيت من دورياته العسكرية علي في المطبخ ليتفقد سير العمل في إعداد الطعام ، وليتأكد أن الأمر يتم بدون إسراف ، حتى الإضاءة يتحكم فيها ، فإذا وجدني قد أشعلت مصباحين في الوقت ذاته ، فأنا مسرفة لا أقدر قيمة النعمة وأتعمد التفريط بها ..



حتى أهلي لم يكن يجعلني أزورهم إلا مرة كل عدة شهور توفيرا لأجرة المواصلات ، لا أذكر يوما أنني اشتريت قطعة ملابس جديدة ، أو اصطحبني معه إلى نزهة ، فكل ذلك ترف لا داعي له ، والأفضل أن نوفر ثمنه .. لم يجعل أمامي خيارا آخر سوى الطلاق الذي لم يمنحني إياه إلا بعد أن تنازلت عن مستحقاتي كاملة ، لكن تلك الخسارة المادية لم تكن لتهمني في سبيل الفكاك من هذا الزوج الذي يعشق المال .. ففارقته وأنا أحمد الله على أنني لم أنجب منه أبناء "...



هذه كانت معاناة سهام "اسم مستعار" مع زوجها الذي آثرت إنهاء الحياة معه بعد أن يئست من إمكانية تغييره .. سهام يشاركها الكثير من الأزواج والزوجات على حد سواء في الشكوى من بخل شريك الحياة الذي قد يتعايش البعض معه ، ليس عن حب وإنما من أجل صالح الأولاد فقط .. بينما يفضل البعض الآخر الانفصال والفرار من الحياة الزوجية مع الشريك البخيل ؟



هل تصدقون أن أول نزهة اصطحبني بها ، كانت مشيا على الأقدام ؟! ، وحينما شعرت بالتعب وطلبت منه أن نستقل سيارة أجرة ، قمت أنا بدفع الأجرة للسائق ، واصطحبني إلى منتزه و لم يكلف نفسه أن يحضر لي ولو كوب ماء براءة



"علا " مضى على زواجها من شريك حياتها الذي وصفته ب"شديد البخل" ما يزيد على العشرين عاما ، اضطرت فيها لمد يدها إلى جيرانها وأقاربها لتسد جوعها وجوع أطفالها ، فزوجها غير مستعد لأن ينفق على البيت ولو شيكلا واحدا ! وجوابه الدائم عندما تطلب زوجته أو أحد أبنائه شيئا ، " ليس معي مال " رغم أن دخله المادي ممتاز .



فهو –كما تشرح زوجته –لا يهمه سوى تخزين المال الذي لا يترك طريقا لكسبه إلا ويسلكها ، ويمنعها وأبناؤها من الدخول إلى إحدى غرف المنزل التي يخبئ فيها أمواله ، وما لذ وطاب من الطعام الذي يستمتع بتناوله بعيدا عن أنظارهم غير آبه بما إذا كانوا يتضورون جوعا.



وتبين علا أن العيش مع زوج على شاكلة زوجها "جهاد " لا يقدر عليه الكثيرون ، لكن ما اضطرها للاستمرار فيه هو إنجابها لثلاثة من الأبناء خشيت أن تتركهم معه ، فيموتون من الجوع ، واضطرت لأن تتذلل للآخرين ليجودوا عليها بما يسد رمقهم ! .



وأشارت إلى أن الحال بدأ يتحسن بعد أن حصل ابنها الأكبر على عمل يتحصل منه على عائد مادي يؤمن لهم تكاليف المعيشة ، قائلة :"زوجي يفتعل المشاكل ليضع أجر ابني في جيبه ، لكن ابني يرفض أن يعطيه منه ولو قرشا واحدا ، ومصرا على أن يعوضني وإخوته سنين الحرمان ".